ساعدهم بالتألق اليوم لغد أكثر إشراقا

انهم يعيشون تحت الاحتلال الذي استمر لعقود.

يعتبرون مواطنون ثانويون حتى من قبل أبناء بلدهم.

يكافحون من أجل تقبلهم في المجتمع والتعايش مع الصعوبات اليومية التي يواجها ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى التعامل مع العنصرية والوصم الاجتماعي.

ولكنهم لا يبحثون عن شفقتكم، هم فقط يطلبون تفهمكم.

بدلا من دموعكم يطلبون ابتساماتكم.

وأكثر من أي شيء، يطلبون ما يستحقونه: الحق في تحقيق إمكاناتهم بغض النظر عن حالتهم.

هذه هي الصعوبات التي يصعب على الأشخاص الكبار التعامل معها والتغلب عليها. لذلك تخيل صعوبة هذا الامر على الأطفال الذين يفترض أن يقضوا وقتهم بتسلق الأشجار وانشاء الصداقات بذهن خالي من الهموم.

باختصار، هذا هو ما حفز الدكتورة جمانة عودة عندما أسست “مركز الطفل السعيد الفلسطيني ” (PHCC) في عام 1994 كمكان يدافع عن حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مع التركيز على هذه الاحتياجات وتقديم لهم الرعاية الطبية المناسبة وتعزيز تعليمهم وإدماجهم في المجتمع وإعادة تأهيلهم.

كطبيبة أطفال وخبيرة في مجال الصحة العامة، قضت الدكتورة عودة حياتها وهي تعمل على تحسين صحة أضعف أعضاء المجتمع الفلسطيني، وبلغت جهود عمرها ذروتها بإنشاء مركز غير مشابه لأي مركز آخر في البلاد يقدم للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة رعاية متطورة وحديثة، وخدمات مجانية لتلبية احتياجاتهم التعليمية والصحية والتنموية والنفسية.

إلا أن مهمة المركز لا تتوقف عند هذا الحد، إذ تقدم المساعدة لأفراد الأسرة جميعها وتساعدهم على تقبل الوضع وتجاوز الوصمة المرتبطة بالإعاقة في العالم العربي.

اليوم يعرف مركز الطفل السعيد الفلسطيني بكونه للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشتهر بجهوده المتواصلة لرفع مستوى الوعي وحصد الاهتمام العالمي إلى محنة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين.

بعد العديد من الإنجازات التي حققها المركز في مسيرته نحو تقديم المساعدة ودمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الفلسطيني، نجحت المؤسسة في تغيير الافكار والتحيزات المغروسة ثقافيا في المجتمع.

لكن الطريق أمامنا ما زال طويلا، وهذه رحلة لا يحتاج المرء أن يأخذها بمفرده.
انضم إلينا، معا يمكننا أن نحدث فرقا في حياة أولئك الذين هم بأشد الحاجة لها.