فيما يلي قصة الطفل آدم من القدس والذي يبلغ من العمر خمس سنوات. قام بفحصه كلا من طبيب أطفال وطبيب نفسي وطبيب أسرة، وتم تحويله لاختبار السمع ثم تم تحويله من قبل أخصائي سمع إلى مركز الطفل السعيد الفلسطيني بعمر 25 شهرا لمزيد من الفحوصات وللحصول على تشخيص سليم. كان يشكو من زيادة نشاط، نشاط غريب وعدم اطاعة الأوامر، حتى أنه لا يستجيب لاسمه، كما كان يعاني من نوبات الغضب والصراخ بصوت عال، وخاصة في الليل.
كان يشعر والديه بالحرج من سلوكه وكانوا يائسين ويريدون معرفة سبب المشكلة؟!

في مركز الطفل السعيد الفلسطيني تم تشخيص حالة آدم كطفل يعاني من مرض طيف التوحد “ASD”، وتم تصميم خطة علاج خصيصا لتلبية احتياجاته. قام المركز بتثقيف والديه عن حالته وإعلامهم بجدول العلاج الذي يقوم مركز الطفل السعيد الفلسطيني باتباعه في مثل هذه الحالات. كان والداه متعاونون جدا، ولكن المشكلة الحقيقية بالنسبة لهم كانت أن يأتوا إلى المركز في رام الله للعلاج أربع مرات بالأسبوع، وخاصة أن والدة آدم لم تترك المنزل وحدها من قبل! ففي أول زيارة لأفراد الأسرة إلى مركز الطفل السعيد الفلسطيني، جاءوا جميعا، آدم وشقيقه الأكبر والده ووالدته. وكانت هذه أول مرة لوالدته في رام الله، حيث شرحت انها لم تخرج من منزلها وحدها أبدا، دائما مع زوجها وأبنائها أو أي عضو آخر من العائلة!

عندما تم تحديد المواعيد لمواصلة علاج آدم، وافق الأب على الحضور لبعض من هذه المواعيد ولكنه قال انه لا يمكن أن يأتي إليهم جميعهم لأنه موظف ويعمل بوظيفتين مختلفين، لذلك اقترح فريق مركز الطفل السعيد الفلسطيني أن تأتي الأم مع الطفلين حتى يتمكن آدم من الحصول على العلاج. لذلك بدأت تأتي من العيزرية في القدس إلى رام الله بسيارة أجرة مع الطفلين ووالد زوجها، وتبقى سیارة الأجرة بانتظارهم حتی انتھاء العلاج. وعلى الرغم من أن مركز الطفل السعيد الفلسطيني يقدم جميع أنواع العلاجات لجميع الأطفال المحتاجين وبشكل مجاني، وخاصة الأطفال الذين يعانون من التوحد، إلى أن تكاليف المواصلات كانت مكلفة للأسرة، بالإضافة إلى وقت الجد المهدور. فقام فريق مركز الطفل السعيد الفلسطيني بإقناع والدة آدم بالقدوم وحدها مع الأطفال، وبعد عدة مرات بدأت تأتي وحدها في سيارة أجرة. ثم قام أحد أعضاء مركز الطفل السعيد الفلسطيني بمرافقتها إلى محطة الحافلات الرئيسية لإرشادها على طريقة استخدام الحافلة من أجل توفير المال! بعد عامين من العلاج جاءت مع آدم لتشارك قصتها. كانت سعيدة جدا وتشعر بالقوة لأنها أصبحت مستقلة وقادرة على السفر من تلقاء نفسها مع طفلين بين المدن وعبر نقاط التفتيش وإنها قد وفرت بعض من المال خلال فترة العلاج.

فريق مركز الطفل السعيد الفلسطيني فخور جدا أن هذه الأم التي كانت خجولة جدا وغير اجتماعية تم تمكينها لتصبح شخصا مختلفا تماما، مما ساعدها على العناية الجيدة لطفلها خلال رحلته الصعبة!

آدم كان غير قادر على النطق حتى سن الثالثة، وكان يقوم بالصراخ للتعبير عن نفسه كما كان يصرخ في الليل أو عند وضعه في السرير! كان ذلك محرجا جدا خاصة مع الجيران!

الآن آدم يذهب إلى روضة أطفال عادية ويقوم بعمل جيد.

لا يزال يحتاج آدم إلى علاج سلوكي ولكن أدائه الأكاديمي جيد جدا. ووالديه سعداء جدا من تحسنه وإنجازاته.