سمع والدي الطفل أحمد عن مركز الطفل السعيد الفلسطيني للمرة الأولى عن طريق والدة طفل ذو احتياجات خاصة تم مساعدته من خلال المركز. جاء أحمد إلينا عندما كان عمره فقط ثلاث سنوات وستة أشهر، وتم تصميم خطة رعاية خصيصا لتلبية احتياجاته. بعد خضوعه لفحوصات وتقييم مفصل، تم تشخيص حالة أحمد كطفل يعاني من مرض التوحد، ومن أجل ضمان تطور حالة أحمد، تم تنفيذ خطة علاج مكثفة لإعادة تأهيله، وشملت تلك الخطة علاج مهني وسلوكي ومعرفي، كما شملت علاج للنطق، وجلسات من العلاج الطبيعي والتعليم الخاص الذي أجراه فريق مدرب خصيصا لهذه الحالات. عمر أحمد الآن 10 سنوات؛ تضمنت خطة الرعاية التي قام بها المركز لمدة ستة سنوات ونصف أربعة زيارات أسبوعية إلى مركز الطفل السعيد الفلسطيني وزيارتين شهريتين للمدرسة وزيارة منزلية واحدة شهريا بالإضافة إلى جلسات علاج نفسي واجتماعي مستمرة، كما وقام المركز بتدريب الأسرة كاملة ودعم والدته، بالإضافة إلى التشاور عن حالته عن طريق المكالمات الهاتفية، ودورات التدريب والتوعية لمعلمي ومديرة المدرسة. ويبلغ العدد الإجمالي لساعات العلاج 1,482 ساعة.
يأتي أحمد من قرية تبعد 15 كيلومترا عن رام الله، وقام ب 624 رحلة من وإلى منزله خلال فترة علاجه في مركز الطفل السعيد الفلسطيني. الأمر الذي استغرق ما يقارب 3 ساعات للوصول إلى المركز والتي تشمل عبور نقاط التفتيش. هذا يعني أنه قضى 1,872 ساعة وهو على الطريق!
تلقى أحمد 1,482 ساعة من العلاج ولكنه أهدر 1,872 ساعة على الطريق في 6 سنوات ونصف!!
انه الآن في الصف الخامس في مدرسة عادية؛ ووضعه مستقر وله أصدقاء ويتصرف كأي طفل سعيد.