إن الطب بالنسبة لي يعني “الحياة” و “البقاء للشخص الآخر. بالنسبة لي، كوني طبيبة، تجلب كلمات: إنسانية ورعاية وعطاء وحماية والشعور بألم الآخر إلى الذهن. عندما تكون مهمتكم في الحياة هي العمل الذي تختاره، مهنتك هي هوايتك،
عندما تؤمن بالعمل الذي تقوم به بشغف، لا تتوقع مكافأة أو إقرار أو أي شيء في المقابل!
عملي وعلاقتي مع الأطفال هما مجزيان بنفسهم.

الشعور الذي يغمرك في كل مرة ترى أولئك الأطفال المميزون يعودون لك مع علامات التحسن والإنجاز، تشعر بأن ذلك بحد ذاته كافي!
عند بناء فريق والعمل معا بانسجام لتكميل بعضكم البعض، هذا في حد ذاته مجزي.

عندما تختار أن تعمل بشكل أساسي مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لإعطاء “الأجوبة السيئة” للآباء والأمهات حتى يتمكنوا من التوقف عن بحثهم عن الإجابات لمعاناتهم ومعاناة أطفالهم، فإنك تساعدهم على التقبل والحب والإعطاء لطفلهم ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمع يوصم الاعاقة، فقد أصبحت منتصرا في التغلب على القوالب النمطية وعدم قبول الواقع.

عندما تعمل في ظل ظروف صعبة للغاية وتحت الاحتلال العسكري، تشعر بالتحدي لإعطاء المزيد لشعبك ومجتمعك وبلدك – شعب وبلد قد عانو طويلا.
هذا هو ما يعطي الحياة معنى حقيقيا، لقد فعلت ذلك – لقد فعلت ما قررت تحقيقه.

الاعتراف الدولي وجائزة قيمة من منظمة رائدة يترأسها مؤسسين وقادة عاطفيين، أمر يساعدك على عدم الشعور بالوحدة في هذا العالم، ولكن بالشعور كجزء من مجتمع يشاركك الفكر!

يمنحك هذا المجتمع ذا الفكر المماثل شعور بالانتماء والعضوية الى مجموعة تتحدث بنفس اللغة وتتشارك بنفس المشاعر ونفس الألم ونفس النجاح ونفس الإحباط والآمال.

وهذا يشجع المرء على مواصلة الأمل ويشجع المرء على مواصلة السير في نفس الخطى.
كانت هذه مشاعري الحقيقية عندما دعيت للانضمام إلى هذه العائلة الرائعة، عائلة عالم الأطفال.

ونأمل أن يقدم “معسكر عالم الأطفال” رسالة واضحة: انه من حق جميع الأطفال، ولا سيما الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يعيشوا حياة سعيدة بكرامة.

بقلم: د. جمانة عودة (دكتور في الطب وماجستير بالصحة العامة)
رام الله – فلسطين
آذار 2009