علمت بخبر حملي قبل خمس سنوات. وخلال فترة حملي كنت فرحة جدا لأنني لم أواجه أي مشاكل، لكن عند نهاية الشهر الخامس بدأت بالنزيف وكنت خائفة جدا من فقدان الطفل لأنني قد قمت بالإجهاض خمسة مرات بالسابق.

ذهبت مسرعة إلى الطبيب المختص، وخبرني أن “المشيمة موجودة قبل الطفل ويجب أن أحصل على الراحة التامة”، لذلك قمت بالراحة ولكن بدأت بالنزف مرة أخرى بأول الشهر الثامن، وبقيت في المستشفى لمدة عشرة أيام من بعدها أنجبت بعملية قيصرية. بقي الطفل في الحاضنة لمدة عشرة أيام، وكان يزن 2.5 كيلو جرام وطوله 49 سم.

خلال السنة الأولى ونصف السنة الثانية كان طفلي يتصرف بشكل طبيعي، بعدها لاحظت أنه يواجه صعوبة في التواصل معي وأن الكلمات التي كان يعرفها لم تعد موجودة، لذلك أخذناه إلى طبيب أعصاب، وقال لنا أن طفلنا يعاني من التوحد. بالنسبة لي لم تكن مشكلتي ذلك، فالمشكلة الحقيقية كانت أن الطبيب قال لنا أن طفلنا لن يتحسن.

قرأنا أنا وزوجي الكثير عن التوحد وقررنا أن نأخذ إبراهيم إلى أخصائي في الأردن، ووضعه على نظام غذائي مع فيتامينات، ومن ثم أخذناه إلى اخصائي لإجراء جلسات العلاج الوظيفي، بعد ستة أشهر أخذناه إلى مركز آخر وأظهر فيه تحسن حيث بدأ يميز بعض الأشياء من حوله.

بعد ذلك أخذناه إلى مركز أصدقاء التوحد وطلبت من المختص أن يعطيه جلسات لوحده لأنني كنت قلقة جدا من أنه لن يكون مثل أطفال المركز الآخرين. بدأ يذهب إلى رياض الأطفال يومان في الأسبوع، وأظهر بعض علامات التحسن ولكن ليس الكثير، ومن ثم أخذته إلى مركز آخر وهو لا يزال هناك.

تحسن إبراهيم كثيرا، وبدأ التواصل معنا، وأصبح يميز الأشياء والألوان والحيوانات وبعض الحروف، ويعرف أقاربه، ويمكنه النطق ببعض الكلمات، ويلعب مع إخوته، تعلم كيفية استخدام الحمام وحده مع قليلا من المساعدة في يومين فقط. بعد كل هذا التحسن والده لا يعتقد أن لديه توحد، بل ان لديه قدرة هائلة على التعلم.

أشكر الله على وضع إبراهيم اليوم وأشكر مركز الطفل السعيد الفلسطيني لكل مساعدتهم. وأطلب من كل أم ألا تفقد الأمل لأن كل مشكلة لديها حل.